متى تزورين فزان ؟

 
 
يأتيك صوتي عبر الأثير ، أنا قادمة على جناح غيمة ، يشغل بالها قبالة أية نافذة 

ستتوقف ـ وتكمل حديثها معك ؟

أتمدد في ذاكرة الليل ، حنينك يقطع حبل الوجد في روحي ، أشتقت إليك ، إلى باحات الصلاة فوق ترابك ، إلى أبراج اليمام المسالمة ، إلى حقول الرمل الرابضة شرق شمسك ، إلى واحات النخيل وسط خصرك ، إلى مذاق تمورك جنوب عينيك ، إلى متوسطك الملون بزرقة السماء

أريد لكل هذه الأبواب أن تخرج من سجون صمتها ، لتطلق سراح الحياة من وراء أقفال الصمت ـ و أحمل أمتعة سفري فوق كاهل سيارتي القديمة ، و أدير مفتاحها والبسمة تحتل محياي الشمالي ، أريد أن أشاهد التلفاز معك في فزان . وسوف نعرج على أوجلة كما وعدنا الفتى الجنوبي ، الذي أستأجرناه ذات زيارة ليدلنا على ملامح الطريق إليها ، نلتقط من فوق جبينها تمور دقلة ، وجالو ، ونضحك حتى ينفجر فوشار الضحك من محيا الصحراء ، سأكون هنالك قرابة العصر ، وكفي عالقة في كفك الدافئة ، وفنجان قهوتي ذو السكر الوسط بانتظاري فوق حافة الشرفة المُطلة على البيوت البيضاء ، ينتظرني ويشرع قلبه وزوابعه لحديث بيننا يطول عن حكايا الجنوب ، و سمَّار ليله ، وعابري الصحراء في الخفاء ، أصحاب الأرجل المتثاقلة ، القادمين من جنوب جنوبك ، سنكمل حديثنا المترع بالحنين ، والمعبأ بسكرات الوجد ، ثم سأغادر شمالا ، و أنا أتهجأك كطفلة تنطق اسمك لأول مرة ، أحبو إليك في ابتسامات .
في الصباح المكتظ بدعاء أمي
في النهار الباديء بضجيج صوتي
في أصوات الصخب تحت شجرة اللوز
في طريق العودة من صحراء الوطن
في حديث الهاتف بيننا .....
ستسمع رنين ضحكاتي حين تسألني متى تزورين فزان ؟؟؟