ألملم ماتبقى من فرح اللقاء بك، اشتهي أن أبعثر حنيني في بقايا قارورة عطر، أسكبها في جعبة القصائد والخواطر، أجمع فيها ماتبقى من روحي، أرجها جيدا، ثم أضعها في أمتعة رحيلك، لتقتفي أثرك، قصائد مكتوبة بحروف التيفيناغ، مكللة بأحاديثي، وهمسي، وهسيس بوحي، آآآه من لهفة تحف عينيك على وجدي، تسأل متى تلتقي الكف بالكف، والحديث بالحديث، والحرف بالحرف، والمحاكاة بالمحاكاة، تترك لغة اللغة، وتتسلل إلى جارحة الجوارح.
أجزاء مني مشتتة، جنوب قلبي النابت في جيد خيلائك، وشمال عيني الناهض من فورة العنف، وشرق قلبي الباحث عنك في اعتصام الوطن للوريد النازف من شريان الوطن
تعال أيها المنفي في بضع كلمات، من أقصى القلب، إلى أقصاي، من نزف قصيدة، إلى شساعة خاطرة، من بوح الروح إلى اختزالات الكلم
أيها المدسوس بين وهج القوافي ، و أنحاء الفيافي الواسعة، يا سيد الغياب، و أسير الشوق
لا تبتعد، فقد ضاق أفق عيني بدونك