سمراااء بنت الخيال ـ وتذر كحل عينيها قصائدا
اتركوه يتنفس الحب ، دعوا الصباح يتعرش في جنبات ليبيا ، والشمس تتشرب من دفء الشعاع بين أضلاعها ، ابتسموا لبعضكم ، أحبوا هذه العذراء ، الساذجة ، الطيبة ، الجميلة ، المليئة بالخير .. ....سامحوا الوطن ، دعوه يمرُّ بيننا . إن أخطأت القرارات ، وتلكأت الإجابات...
غائبةٌ عنا تلك المدن ، كحصون صحراوية يبتلعها الغياب ، في بطن الخارطة ، تنساب مسترسلة من أحاديث السمر ، و الليلُ فاتحٌ ذراعيه للغرباء ، تدوس الأقدام النجسة طهر الوطن ، فأشعر بدموع تلك المدن تذرف في صمت مهيب ، تطلق عنان الأسئلة ، تزدحم ملامحها بمفردات العتاب...
برائحة البن على شفتي ، هاهو فنجاني ، ينتظرُ مُحترقاً من لوعته متى أقبله ؟ متى أحتضنه ؟ يتراقص فوق زبد القهوة البني ، يثير رسومات خيالي ، وطفرات تحدق بي ابتسامات حقول زرعتها شفتاه للتو ، رشفة حارة أرتشفه ، هنالك تصطف الكلمات متزاحمة عند أول قبلة لفنجاني...
بي شوق لتغريد الحياة فينا ، فهل سيلين صخر الفراق ، ويموت الجفاء ، ويستكين الوجع في مهملات الانتظار ؟ تحفرين في الروح أخاديد المحبة ، فتملأين آبار القلب بماء عشقك ، يفيض بي الماء ، ينداح لخارج جسدي ، أرسم به سيمفونيات مطرعلى ترابك العطش، لكؤوسنا المترعة...
في الصباح يترك ملامحه عالقة فوق غصن الانتظار ، هنالك يمكن للزمن أن يتآكل في برهة وقت ، شذبته أطراف التمني ، وقلمت أمانيه ، لئلا يطول به جناح الأمل ، خيبة تحيق به قد تطفئ غليل الوجد ، وتخمد لوعة تشوق ، وتتبرأ من تاريخه .... وبأصابع تغزل فوق منوال الشمس...
يتكور في يد أمي ، تضع الماء ، تسكب ملح الحياة ، وتنثر بعضاً من خمير المحبة ، ثم تجعله في إناء عميق ، تشهق فيه بحب ، وتبدأ في اللتِّ ، تمارس الفرح ، بأنامل تتخللها مواسم الأمل ، سائلة الله نعمة الحياة ، في كسرة خبز . من نخاع الدقيق الأبيض يطير يمام الأمل...
من أجلك تلتحف القصائد بردة الحنين، تتدثر من برد الشوق إلى محياك الجميل، تتدفأ في صمت الليل الهاديء الطويل، تتساءل ونار اللهفة متوقدة متى موعد لقاءك؟ ، أيها القمر! يا ضوء الليل، فوق جبين السماء الوضاء، متى ألقي جرار الماء من يدي، ويندلق غطاء رأسي قرب واحة...
أهم برسم الخريطة، أصنع حدود اللوحة، أرسم الإطار، أبدأ في إحصاء تعاريج خطوط الطول والعرض، يأتي وجهك على خط الاستواء، فيشق قلبي نصفين، من الشمال كانت كلماتي علامة تعريف الخريطة، دوال حمراء لمناطق غير آهلة بحبي، دوال خضراء لحريتي فيك دوال صفراء تمنع الشوق...
ألملم ماتبقى من فرح اللقاء بك، اشتهي أن أبعثر حنيني في بقايا قارورة عطر، أسكبها في جعبة القصائد والخواطر، أجمع فيها ماتبقى من روحي، أرجها جيدا، ثم أضعها في أمتعة رحيلك، لتقتفي أثرك، قصائد مكتوبة بحروف التيفيناغ، مكللة بأحاديثي، وهمسي، وهسيس بوحي، آآآه...