في الصباح يترك ملامحه عالقة فوق غصن الانتظار ، هنالك يمكن للزمن أن يتآكل في برهة وقت ، شذبته أطراف التمني ، وقلمت أمانيه ، لئلا يطول به جناح الأمل ، خيبة تحيق به قد تطفئ غليل الوجد ، وتخمد لوعة تشوق ، وتتبرأ من تاريخه ....
وبأصابع تغزل فوق منوال الشمس ، يكتب أغنية وجوده ، متجاهلاً الأجساد المتساقطة من أدران الواقع المقيت ، ثم يمضي به الليل في رحلة لا زاد لها سوى عتمة تحيط بأكتاف الظلمة ، تتسرب لروحه كما بصيص ضوء .
يسبتُ في سماء التمني ، كخيط رفيع يتغلغل لنخاع الحلم ، تصبو روحه لمزيد من الألق ، و كاهل الألم يلقي بعاتقه على منكبيه ، الوسادة تضخ همسه العميق ، و أنَاته الباهتة ، تختزلها في قطن روحها ، تلفها بصمت داخل كينونتها ، ثم بلا هوادة تجد نفسها في رحلة احتضان ، وانثيالات حديث يروي رحلة النهر للبحر ..
يكتسح سكون الأسئلة ، يفكر بصوت عالٍ ، يخيط بأنامله قصة سرده الواقفة على الفصل الأخير من رواية لا بداية لها ، يمتص أوجاعه في جرعات هادئة ، حتى يتشرب من الأمل ، ويرتوي من الرجاء ......