سمراااء بنت الخيال ـ وتذر كحل عينيها قصائدا
ضاعت الابتسامات ..... الملايين منها كانت حبيسة في أقفاص صدورنا ، كانت تقيم قسريا في قلوبنا مع ملايين الغصَّات ، أُقفلتْ أبواب السعادة داخلنا ، حتى غابتْ في كهوف السبات ، قُرابة نصف قرنٍ ونحن نرنو للهواء ، للأكسجين ، للضحك من أعماق قلوبنا ، للحلم ، والتحليق...
أبعثر حنينني هنا وهناك ، بعد أن ملأتُ جراب الشوق بحكايا التوق ، أرجُّ زجاجة العطر الثمينة جيدا ، ثم أقتربُ من ملامح الاشتياق للوجوه التي سلبها مني التراب غصباً ، أنزُّ ذكرياتهم ،أخلد في المساء لسريري ، أنادي ألبوم الصور ، أفتح باب الذاكرة ، تضوع رائحة...
في البال أحلام كثيرة ، تعشعش في قلبي مثل مساكن عصافير ـ بنت قشها فوق أغصان شجرة الوطن يكتنز خاطري بمواعيد مؤجلة ، ومفاتيح كلما قابلني وجه البحر ، ألقيت إليه بواحد منها يائسة من فتح باب الحلم ، كنتُ كلما امتلأ رحم الغيم بالماء ، واقترب مجيء الشتاء ، أستعدُ...
حين يتلقفُني الواقعُ بين تمخضــاتِ الحدث الآني ، بالزَّمن الَّذي يُصــادرُ أحلامــي .. لاتكفُّ دموع قلمي عن سحِّ عبراتها ...فلا تُبقي ولا تذر إلا كُحل عينيها قصائدا.. آآه أيُّها الكذبُ كم دورتنـي في روحي وفي عيون الواقع كم تألقني الشدو وقتما لاح ذاك الظلُّ...
اتركوه يتنفس الحب ، دعوا الصباح يتعرش في جنبات ليبيا ، والشمس تتشرب من دفء الشعاع بين أضلاعها ، ابتسموا لبعضكم ، أحبوا هذه العذراء ، الساذجة ، الطيبة ، الجميلة ، المليئة بالخير .. ....سامحوا الوطن ، دعوه يمرُّ بيننا . إن أخطأت القرارات ، وتلكأت الإجابات...
غائبةٌ عنا تلك المدن ، كحصون صحراوية يبتلعها الغياب ، في بطن الخارطة ، تنساب مسترسلة من أحاديث السمر ، و الليلُ فاتحٌ ذراعيه للغرباء ، تدوس الأقدام النجسة طهر الوطن ، فأشعر بدموع تلك المدن تذرف في صمت مهيب ، تطلق عنان الأسئلة ، تزدحم ملامحها بمفردات العتاب...
برائحة البن على شفتي ، هاهو فنجاني ، ينتظرُ مُحترقاً من لوعته متى أقبله ؟ متى أحتضنه ؟ يتراقص فوق زبد القهوة البني ، يثير رسومات خيالي ، وطفرات تحدق بي ابتسامات حقول زرعتها شفتاه للتو ، رشفة حارة أرتشفه ، هنالك تصطف الكلمات متزاحمة عند أول قبلة لفنجاني...
بي شوق لتغريد الحياة فينا ، فهل سيلين صخر الفراق ، ويموت الجفاء ، ويستكين الوجع في مهملات الانتظار ؟ تحفرين في الروح أخاديد المحبة ، فتملأين آبار القلب بماء عشقك ، يفيض بي الماء ، ينداح لخارج جسدي ، أرسم به سيمفونيات مطرعلى ترابك العطش، لكؤوسنا المترعة...
في الصباح يترك ملامحه عالقة فوق غصن الانتظار ، هنالك يمكن للزمن أن يتآكل في برهة وقت ، شذبته أطراف التمني ، وقلمت أمانيه ، لئلا يطول به جناح الأمل ، خيبة تحيق به قد تطفئ غليل الوجد ، وتخمد لوعة تشوق ، وتتبرأ من تاريخه .... وبأصابع تغزل فوق منوال الشمس...